قوله تعالى: {تبت يدا أبي لهب وتب 1 ما أغنى عنه ماله وما كسب 2 سيصلى نارا ذات لهب 3 وامرأته حمالة الحطب 4 في جيدها حبل من مسد 5}
  ومتى قيل: كيف يكون لو آمن؟
  قلنا: لم يؤمن، فهذا تقدير محال، فالسؤال عنه محال؛ لأنه بأي شيء أجيب كان فاسدًا.
  وتدل على أن المال لا يغني من عذاب الله شيئًا.
  وروي أن أبا لهب كان ينفِّر الناس عن رسول الله، فأنزل الله تعالى هذه السورة وعيدًا له، وإظهارَ الكذِب له، وتنفيزا للناس عن مقاله.
  وروي أن أم جميل لما سمعت هذه السورة جاءت بحجر لترمي النبي ÷ فدخلت المسجد فلم تره وأبو بكر جالس، فقالت: أين صاحبك الذي هجاني، وهجا زوجي؟ فقال: إنه ليس بشاعر، فقال ÷: «ما زال ملك يسترني عنها»، ويحتمل أنه جعل بينهما سترًا، ويحتمل أنه عكس شعاعها عنه. وروي أنها قالت لأبي بكر: قد أجبته:
  مُذَمَّمًا عَصَيْنَا ... وَأَمْرَهُ أَبَيْنَا وَدِينَهُ قَلَيْنَا
  فقال ÷: «إن الله تعالى صرف ذلك عني، يذمون مذممًا، وأنا محمد» ~.