التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قل هو الله أحد 1 الله الصمد 2 لم يلد ولم يولد 3 ولم يكن له كفوا أحد 4}

صفحة 7592 - الجزء 10

  قراءة العامة: {أَحَدٌ} وعن ابن مسعود: (الواحد). قراءة الفراء: {أَحَدٌ} بالتنوين في الوصل، وعن أبي عمرو بالتنوين وترك التنوين، وعن الحسن وأبان بن عثمان بلا تنوين للخفة مع أنه رأس آية وتنوين الوقف، والأصل التنوين.

  · اللغة: الأحد والواحد بمعنى، وأصله: وحد، قلبت الواو همزة كقولهم: أتاه ووتاه، ولأنهم كرهوا الواو، أَوَّلاً، فقلبوها إلى حرف مناسب له، وقيل: جاء على الأصل في شعر النابغة:

  كَأَنَّ رَحْلِي وَقَد زَالَ النَّهارُ بِنَا ... بذي الْجَليلِ عَلَى مُسْتَأْنِسٍ وَحِدِ

  وحقيقة الواحد: الشيء الذي لا ينقسم في نفسه، أو معنى صفته، فيقال: واحد في نفسه، وواحد في صفته، فالأول: كقولهم: جزء واحد، والثاني: كقولهم: جسم واحد، ودار واحدة.

  والصمد: السيد المعظم، وقيل: الذي يصمد إليه في الحوائج، قال:

  لَا بَكَّرَ النَّاعِي بِخَيْرِ بَنِي أَسَدْ ... بِعَمْرِو بْنِ مَسْعُودٍ وَبِالسَّيِّدِ الصَّمَدْ

  وأصله: القصد، صمدت إليه أصمد، أي: قصدت، فلما كان السيد بهذه المثابة سمي صمدًا.

  والكُفُؤ والكَفِيءُ والكُفْءُ: المثل والنظير، يقال: ما له كفؤ، أي: نظير.

  · الإعراب: قوله: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} قيل: (هُو) عماد، و (اللَّهُ) ابتداء، و (أَحَدٌ) خبره، عن