قوله تعالى: {قل هو الله أحد 1 الله الصمد 2 لم يلد ولم يولد 3 ولم يكن له كفوا أحد 4}
  الكسائي، وأنكر الفراء أن يكون العماد مستأنفًا، وقال: هو كناية عن اسم الرب تعالى؛ لأنهم لما قالوا: ما ربك؟ قال: هو الله أحد.
  ويقال: لِمَ قال: {أَحَدٌ} وكان ينبغي أن يقال: الأحد؛ لأنه صفة لمعرفة؟
  قلنا: هو بدل من (اللَّهُ) كأنه قيل: هو اللَّه، هو واحد.
  {كُفُوًا} نصب؛ لأنه خبر (كان).
  · النزول: عن أُبَيٍّ بن كعب أن المشركين قالوا لرسول الله ÷: انسب لنا رَبَّكَ، فأنزل الله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} السورة.
  وعن ابن عباس قال: إن عامر بن الطفيل وأربد بن قيس أتيا النبي ÷ فقال عامر:
  إلامَ تدعوننا يا محمد؟ قال: «إلى الله»، فقال: صف لنا، أَمِنْ ذَهَب، أم من فضة، أم من حديد، أم من خشب؟ فنزلت هذه السورة، فأرسل الله الصاعقة على أربد فاحترقته، وطعن عامر في خنصره، فمات.
  وقال قتادة ومقاتل والضحاك: جاء أناس من أحبار اليهود، فقالوا: يا محمد، صف لنا رَبَّكَ لعلنا نؤمن بك، فإنه أنزل نعته في التوراة، فأخبرنا من أي شيء هو؟
  ومن أي جنس؟، أمن ذهب، أم نحاس، أم صفر، أم حديد، أم فضة؟ وهل يأكل ويشرب؟ فنزلت السورة.
  وعن سعيد بن جبير أن رهطًا من اليهود قالوا: يا محمد، هذا الله خلق المخلوقين، فمن خَلَقَهُ؟ فغضب رسول الله ÷ حتى تغير وجهه، فجاءه جبريل، وسكنه، وجاء بالجواب: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} إلى آخره، فقالوا: صفه، كيف عضدُهُ؟ كيف ذراعه؟ كيف خلقه؟ فغضب أشد من غضبته الأولى، فأتاه جبريل بالجواب: {مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}[الحج: ٧٤].