التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ألم تر إلى الملإ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا قالوا وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم والله عليم بالظالمين 246}

صفحة 977 - الجزء 2

  والنبيء بالهمز وغير الهمز قراءتان، والاختيار ترك الهمز؛ لأنها لغة الحجاز وعليه أكثر القراء، ولأنه أخذ من الرفعة، وبالهمز من الإنباء، وروي في الخبر النهي عن الهمز.

  والمقاتلة: المحاربة.

  وإسرائيل هو يعقوب، ومعناه عبد اللَّه.

  · الإعراب: (نقاتل) قال الزجاج: أكثر النحويين لا يجيزه إلا بالجزم، وقد يجوز الرفع على ضعفه بمعنى الاستئناف، كأنه في التقدير: فإنا نقاتل، وبالياء يجوز الرفع على الصفة لـ (ملك)، والجزم على الجواب كقوله: «يرثني» بالجزم، والرفع.

  ويُقال: لم دخل (أن) في «وَمَا لَنَا أَلَّا»، وحذفت في {وَمَا لَكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ

  قلنا: هما لغتان صحيحتان، فأما إثباته ههنا ففيه أربعة أقوال:

  الأول: دخلت (أن) لتدل على أن فيه معنى ما منعنا من أن لا نقاتل، كما دخلت الباء في خبر ما لما تضمنت معنى (ما) وسقوطها في الموضع الآخر على الأصل، كأنه قال: ما لنا غَيْرَ مقاتلين كقوله: {فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ ٤٩} عن الفراء.

  الثاني: (أن) زائدة عند الأخفش، وليس بالوجه؛ لأنه لا يحكم بالزيادة، وله معنى يحسن.

  الثالث: على حذف الواو كأنه قيل: وما لنا، وأن لا نقاتل كما يقال: إياك أن