قوله تعالى: {ألم تر إلى الملإ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا قالوا وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم والله عليم بالظالمين 246}
  تتكلم، يعني إياك وأن لا تتكلم، وليس بالوجه؛ لأنه لا يحكم بالحذف، وعنه مندوحة.
  الرابع: (ما) بمعنى الجحد، كأنه قيل: ما لنا نترك القتال، وعلى الوجه الأول (ما) استفهام.
  «قليلا» نصبا، ولا يجوز فيه الرفع؛ لأنه استثناء موجب، عن الزجاج.
  · المعنى: لما تقدم الحث على الجهاد عقبه بقصة كانت مشهورة في بني إسرائيل تتضمن قعودهم عن الجهاد، وما نالهم في ذلك تحذيرًا عن سلوك طريقتهم، فيه فقال تعالى: «أَلَمْ تَرَ» ألم تعلم يا محمد، وقيل: أيها السامع «إِلَى الْمَلأ» جماعة الأشراف «مِنْ بني إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى» أي من بعد موته «إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ» أي لرسول، قيل: هو: يوشع بن نون بن إفرائيم بن يوسف، عن قتادة، وقيل: شمعون سَمَّتْهُ أمه بذلك؛ لأنها دعت اللَّه تعالى أن يرزقها فاستجاب دعاءها فسمته شمعون، يعني سمع دعاءها فيه، والسين يصير شينا بالعبرانية، وهو من ولد لاوي بن يعقوب، عن السدي، وقيل: هو إشمويل من ولد هارون، عن وهب، وعليه أكثر المفسرين «ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا»، واختلفوا في سبب سؤالهم، قيل: استدلال عن الجبابرة لهم من الملوك الَّذِينَ كانوا في زمانهم، عن وهب والربيع، وقيل: قتال العمالقة، عن السدي، وقيل: تغلب قوم جالوت على بني إسرائيل فسبوا ذراريهم، وقتل مقاتلتهم «مَلِكًا» سألوا ملكا تنتظم به كلمتهم، ويجمع أمرهم في جهاد عدوهم، وكان قوام أمر بني إسرائيل بِمَلِكٍ يجتمعون عليه لجهاد الأعداء ويجري الأحكام، وبنبي يطيعه الملك، ويقيم أمر دينهم ويأتيهم الخبر من ربهم «نُقَاتل» نحارب «فِي سَبِيلِ اللَّهِ» في سبيل دينه وجهاد أعدائه، فأجاب نبيهم، فقال تعالى: «هَلْ عَسَيتُمْ» أي لعلكم «إِنْ كُتِبَ عَلَيكُمُ» فرض