التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين 248}

صفحة 983 - الجزء 2

  · اللغة: الآية: الحجة والعلامة.

  والتابوت بالتاء لغة جمهور العرب، وبالهاء لغة الأنصار.

  والسكينة: فَعِيلَة من السكون، وهي ضد الحركة.

  والبقية فَعِيَلة من الباقي، وأصله من البقاء ضد الفناء.

  والحمل: أصل كون الشيء على الشيء، والحَمْل بالفتح: ما كان علي رأس شجرة أو في بطن، وبالكسر: ما كان على ظَهْرٍ، وامرأة حامل: في بطنها ولد، بغير هاء كحائض، وإذا أريد به الحِمْل فهي حاملة.

  والآل: أهل البيت، وخاصَّةُ الرجل.

  · الإعراب: السكينة: مصدر وقع موقع الاسم نحو القضية والبقية [و] العزيمة.

  · المعنى: لما تقدم ملك طالوت، وإعراض القوم عقب بذكر التابوت معجزة لذلك النبي ÷ وتأكيدًا لملكه فقال تعالى: «وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ» أي: حجة صحة ملكه «أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ» وقيل: كان التابوت من الجنة، وكان عند آدم ثم عند الأنبياء، وفيه صورة الأنبياء إلى أن وصل إلى إسماعيل، فرده قيذار على يعقوب، فكان عند بنيه.

  ويُقال: أين كان قبل أن يرد على بني إسرائيل؟

  قلنا: في أيدي أعداء بني إسرائيل من العمالقة غلبوهم عليها لما مرج أمر بني إسرائيل، وحدث فيهم الأحداث، عن ابن عباس ووهب، وقيل: في برية التيه خلفه هناك يوشع بن نون، عن قتادة، وقيل: كان جالوت ذهب به، عن الأصم، وقيل: كان التابوت ثلاثة أذرع في ذراعين، عن وهب.

  ويقال: ما وجه الآية في التابوت؟