التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {فلما فصل طالوت بالجنود قال إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده فشربوا منه إلا قليلا منهم فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده قال الذين يظنون أنهم ملاقو الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين 249}

صفحة 986 - الجزء 2

  وقراءة العامة «نَهَر» بفتح الهاء، وعن بعضهم بالجزم، وكلاهما لغتان.

  · اللغة: الفصل: مصدر فصلت الشيء فصلاً، والفصل أصله القطع، وفصل عن المكان كأنه قطعه وجاوزه.

  والجنود: جمع جند للكثير، والأجناد للقليل، وجَنَّدَ الجنود: جَمَعَهُم، وأصل الباب: الجند الغليظ من الأرض، وسمي الجند؛ لأنه يعتصم به من غلظ الأمر.

  والغرف مصدر غرفت الماء بيدي، وبالغرفة غَرْفًا بالفتح، والغرفة المرة، والغرفة الاسم منها.

  والابتلاء والامتحان والاختبار نظائر.

  والنهر: مجرى الماء وجمعه نهر وأنهار، وأصله من السعة، ويقال: نَهْرٌ ونَهَرٌ بسكون الهاء وفتحها.

  والمجاوزة: من الجواز وهو المرور من غير شيء يصد يقال: جاوز مجاوزة، وجوز الشيء وسطه، ومنه: الجوزاء، ومجاوزة الذنب: المرور عليه بالتصفح.

  والطاقة: القوة.

  والفئة: الطائفة من الناس والجمع فِئُون وفئات، وفأوت رأسه بالسيف: إذا قطعته، وأصله القطع، وسميت الفرقة فئة؛ لأنها قطعة من الناس.

  والغلبة: القهر.

  و «مع» للمصاحبة والمقاربة.

  (قليلاً) نصبا على الاستثناء، وتقديره: فشربوا استثني القليل، فنصب بوقوع الفعل عليه.