التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم 256}

صفحة 1001 - الجزء 2

قوله تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ٢٥٦}

  · القراءة: · القراءة الظاهرة «الرُّشْدُ» بضم الراء وسكون الشين، وعن الأعرج والحسن ومجاهد بفتح الراء والشين، وعن عيسى بن عمر بضم الراء وضم الشين، وكلها لغات صحيحة، فالأول كالحُزْن والحَزَن، والثاني كالرُّعْب، والرُّعُب إلا أنه لا تجوز القراءة إلا بالأول لإجماع القراء والنقل المستفيض.

  · اللغة: والكُره والكَره لغتان، ويقال: الكُره بالضم المشقة، وبالفتح أن يكلف الشيء فيفعله كارهًا، والكراهة الشدة.

  والرشد نقيض الغي، وهو الرشد والرشد.

  والغي: سلوك طريق الهلاك، وغَوِيَ غواية إذا سلك خلاف طريق الرشد، وغوي خاب.

  والطاغوت أصله من الطغيان، وهو كل ما يُطْغِي الإنسان، وزنه فَعَلُوت، نحو جبروت، تقديره: طَغَوُوت إلا أن لام الفعل تقلب إلى موضع الغين كما يقال:

  صاعقة وصاقعة، ثم قلبت الفاء لوقوعها في موضع حركة وانفتاح ما قبلها. وقيل: إنه اسم أعجمي معرب غير أنه يقع على الواحد من أعداء اللَّه تعالى، حكاه أبو مسلم.

  والاستمساك: استفعال من الإمساك.

  والعروة: عروة الدلو ونحوها، وأصله من التعلق سمي عروة؛ لأنها متعلقة.

  والانفصام: الانصداع، وانفصم: انصدع، وأصله الفصم.