قوله تعالى: {لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم 256}
  · الإعراب: يقال: ما حكم الألف واللام في «الدين» لما فيه من الإضافة؟
  قلنا: فيه قولان:
  أحدهما: أن يكون كقوله تعالى: {فَإِنَّ الجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} أي مأواه كذلك لا إكراه في الدين أي في دينه؛ لأنه تقدم ذكر اللَّه، تقديره: لا إكراه في دين اللَّه.
  الثاني: لتعرف دين الحق وهو الإسلام، فالألف واللام للتعريف.
  · النزول: قال مجاهد: نزلت الآية في رجل من الأنصار كان له غلام أسود، وكان يُكرهه على الإسلام.
  وقال السدي: نزلت في رجل من الأنصار كان له ابنان تنصرا، وخرجا إلى الشام، فأراد أبوهما طلبهما، فنزلت الآية.
  وقال ابن عباس: كانت المرأة من الأنصار مُقِلَّةً ترضع أولاد اليهود فجاء الإسلام، وفيهم جماعة منهم، فلما أجليت بنو نضير آذاهم فيه ناس من الأنصار، فقالوا: يا رسول اللَّه، أبناؤنا وإخواننا، فنزلت: «لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ» فقال ÷: «خيروا أصحابكم فإن اختاروكم فهم منكم وإن اختاروهم فأجلوهم» وقال مسروق: كان لأنصاري ابنان تنصرا قبل المبعث وخرجا إلى الشام، فلما هاجر المسلمون قدما إلى المدينة، فأرادهما أبوهما على الإسلام، فنزلت: «لاَ إِكراهَ فِي الدِّينِ» الآية.
  · المعنى: لما تقدم ذكر اختلاف الأمم بقوله: «وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا» بَيَّنَ أنه إن شاء لأكرَهَهُمْ على الحق، ثم بَيَّنَ دين الحق ومحض التوحيد الذي هو دين الإسلام عقبه بأن الحق قد ظهر، والعبد مُخَير ولا إكراه، فقال تعالى: «لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ» فيه عدة أقوال: قيل: