قوله تعالى: {الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون 257}
  · المعنى: لما ذكر تعالى المؤمن والكافر، وبَيَّنَ ولي كل واحد قال تعالى: «اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا» قيل: ناصرهم ومعينهم، وناصرهم على أعدائهم، وقيل: معينهم في إقامة الحجة لهم، وقيل: المتولي لثوابهم على طاعتهم، وقيل: محبهم، والمراد أنه يحب تعظيمهم، وقيل: متولي أمورهم في دينهم ودنياهم لا يكلهم إلى غيره، وقيل: أولى وأحق بهم؛ لأنه ربهم، وقيل: ولي هُداهم، عن الحسن «يُخْرِجُهم» قيل: يدعوهم، وقيل: يلطف بهم ويبين لهم، ويبعث الرسل، ويهديهم «مِنَ الظلمَاتِ إِلَى النُّورِ» قيل: من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان، وقيل: من النار إلى الجنة، وقيل: من ظلمة الضلالة إلى نور الهدى عن قتادة، وقيل: من الذل إلى العز في الدارين «وَالَّذِينَ كفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ» متولي أمرهم وناصرهم «الطَّاغُوتُ» قيل: الشيطان، عن ابن عباس والأصم وأبي مسلم، وقيل: أراد به كعب بن الأشرف وحيي بن أخطب وسائر رؤساء الضلال، عن مقاتل، وقيل: طغاة الكفار، عن أبي علي «يُخْرِجُونَهُمْ» أي يدعونهم إلى الخروج ويزينون لهم حتى يخرجوا «مِنَ النورِ إِلَى الظلمَاتِ» من الهدى والإيمان إلى الكفر والضلالة، وقيل: هم اليهود آمنوا بمحمد قبل البعثة، فلما بعث كفروا به، عن قتادة ومقاتل، وقيل: إنهم قوم ارتدوا عن الإسلام، عن مجاهد، وقيل: المراد به جميع الكفار، ومَنْعُهم من الدخول إخراج منه وإن لم يكونوا فيه، كما يقال: أخرجني فلان من ميراثة، وفي قصة يوسف: {تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} ولم يكن فيه قط، ومثله: {وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ} «أُوْلَئِكَ» يعني الكفار «أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ» مؤبدون، لا يخرجون عنها.
  · الأحكام: الآية تدل على أن الخروج من الضلالة إلى الحق لا يتم إلا بألطافه وهدايته؛ لأن