التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير 259}

صفحة 1012 - الجزء 2

  · اللغة: مر يمر: إذا مضى.

  والقرية: أخذ من قريب الماء إذا جمعته، وسميت القرية لاجتماع الناس فيها.

  والخَوَاء: الخلاء أصله الخُلُوّ، ومنه: خوى المنزل إذا انهدم، ولأنه يخلو من أهله.

  والعَرْشُ: البيت لارتفاع أبنيته، وجمعه عروش، والعرش: البناء لارتفاعه، ومنه: {وَمَمَّا يَعرِشونَ} والعرش: السرير لارتفاعه على الأرض، ومنه: التعرش جعل الخشب تحت الكَرْم، والعرش: المُلْك، وأصل الباب: الارتفاع.

  والعام: الحَوْلُ، جمعه أعوام.

  واللبْث: المكث.

  والحمار: اسم ينطلق على الأهلي والوحشي، وأصله من الحمرة، سمي بذلك؛ لأنه يغلب عليه الحمرة.

  والنشور: الحياة بعد الموت، نشر الميت إذا حيي، ونشره اللَّه: أحياه، والنشر خلاف الطي، والنَّشَزُ بالزاي: الارتفاع.

  و «يتسنه» قيل فيه: إنه من السنة، والهاء صلة، والأصل الواو تدل عليه السنوات، فإذا وقفت جاء بالهاء للوقف، وقيل: إنها أصلية، ومنه سانَهْتُ واكتَرَيْتُ مُسَانَهَةً، ولا يجوز أن تكون من الأسن، عن الزجاج.

  · الإعراب: (أو) حرف عطف، وهو عطف على معنى الكلام الأول، والكاف كاف التشبيه، وتقديره: أرأيت كالذي حاج إبراهيم، أو كالذي مر على قرية، وموضع الكاف نصب بـ (ترى)، ومعناه التعجب، وذلك يقع في شيئين يقال: ما أجْهله، هذا هو الأصل،