التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم 260}

صفحة 1017 - الجزء 2

  · القراءة: قرأ أبو جعفر وحمزة: «فَصِرْهنَّ» بكسر الصاد من صار يصير صيرًا إذا قطع، وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم والكسائي: «فَصُرْهُنَّ» بضم الصاد، وهي قراءة علي # من صُرْتُ الشيء أصوره، إذا أملته إليك، وعن ابن عباس روايتان إحداهما: «فَصَرِّهُنَّ» بفتح الصاد مشددة الراء مكسورة من التصرية، ومنه المُصَرَّاةُ. والأخرى بضم الصاد وفتح الراء مشددة من الصَّرِّ وهو الجمع.

  وقرأ عاصم في رواية أبي بكر والمفضل «جُزُؤَا» مثقل مهموزًا حيث وقع، وقرأ أبو جعفر «جُزَّا» مشددة والباقون مهموزًا مخففة، وهي ثلاث لغات، ومعنى واحد، وهو النصيب والبعض.

  · اللغة: اطمأن إليه: إذا وثق به، وسكنت نفسه إليه.

  والطير معروف سمي بذلك لطيرانه.

  والصير: أصله القطع، ويقال: صَاوَهُ يَصُورُهُ إذا أماله إليه؛ لأنه انقطاع إلى الشيء بالميل إليه، رجل أصور: مائل العنق، وقيل: صار إذا جمع، قال الفراء: صارهُ يصوره إذا قطعه مقلوب من صراه يَصْرِيهِ، قال أبو العباس: هذا لا يصح لما ذكره سيبويه من أن كل واحد من اللفظين يتصرف في بابه فلا يكون أحدهما أصلاً للآخر، وإنما المقلوب نحو قِسِيٍّ؛ لأن بابه تأخير السين نحو قوس وأقواس.

  والجزء: البعض، وجزَّأْتُ الشيء: بَعَّضْتُهُ.

  والسعي: الإسراع في المشي، وقيل: هو المشي على القدم.

  · الإعراب: يقال: ما عامل الإعراب في قوله: «وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ»؟