قوله تعالى: {وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم 260}
  · الأحكام: تدل الآية على أمور:
  منها: الدلالة على منكري البعث.
  ومنها: أن الميت لا يشعر بحاله ولا يعلم.
  ومنها: الدلالة على بطلان قول الطبائعية إذ زعموا أن الأطعمة تفسد ولا تبقى على حالة مع تعاقب الحر والبرد.
  وتدل على أن الإنسان هو هذه الجملة؛ لأن ظاهر الآية أن المحيا هو جملة الميت.
  وتدل على معجزات كثيرة: إعادته حيا وإعادة حماره وحديث الطعام والشراب وأنه عاد شابًا، فأما المبعوث فاختلفا فيه، فقيل: كان نبيًّا، قال القاضي: وذلك يبعد؛ لأن المعجز إنما يظهر على مدعي النبوة، ولا يجوز أن يكون المعاد هو النبي، وفي الآية ما يدل عليه؛ لأنه قال: «أنى يحيي هذه»، ليس هذا من كلام الأنبياء، والأقرب أنه لم يكن نبيًّا، وظهر المعجز على نبي وقد بينا، وقد روينا عن مجاهد أنه كان كافرًا، وهو اختيار أبي علي.
  ومتى قيل: كيف عادت علومه إليه بعد موته؟
  قلنا: كما يعود إلينا بعد الانتباه ما كان من فعله تعالى فيلحقه تعالى، وما كان من فعلنا فنذكر الاستدلال بفعله.
  وتدل على بطلان قول أصحاب المعارف؛ لأنه لو كان مضطرًا إلى العلم لم يكن للكلام معنى.
قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ٢٦٠}