قوله تعالى: {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم 261}
  · القراءة: كان أبو عمرو وحمزة والكسائي يدغمون التاء والسين في قوله: «أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ» لأنهما حرفان مهموسان لا تراهما يتعاقبان، والباقون بالإظهار على الأصل؛ لأنهما كلمتان.
  وقرأ أبو جعفر والأعشى: «ماية» بغير همز، والباقون بالهمز.
  · اللغة: النبت: الحشيش، وكل ما تنبته الأرض، والنبات: الخروج بالنمو حالاً بعد حال.
  والسنبلة واحدة، وجمعها سنابل، ووزنه فُنْعُلة، يقال: أسبل الزرع بمعنى سنبل أي: صار فيه السنبل، وأصله الإسبال إرسال الستر، ومنه أسبل الزرع؛ لأنه استرسل بالسنبل كما يسترسل الستر في الإسبال، ولأنه صار فيه حبٌّ مستور كما يستر بالإسبال.
  والضعف هو: الشيء يضيفه إلى مثله.
  · النظم: قيل: هل تتصل هذه الآية بقوله: «مَنْ ذَا الَّذِي يُقرِضُ اللَّه قَرْضًا حَسَنًا»، وإن اعترض بين الكلام غيره في الاستدعاء إلى الحق وبيان الحجج، عن علي بن عيسى.
  وقيل: ضرب هذا المثل بعد ما احتج عليهم وعلى أهل الكتاب بما يوجب تصديق النبي، ÷؛ ليرغبوا ويجاهدوا بأموالهم وأنفسهم، عن الأصم.
  وقيل: لما بَيَّنَ أنه تعالى ولي المؤمنين، وأن الكفار أولياؤهم الطاغوت بَيَّنَ مثل ما ينفق المؤمن في سبيل اللَّه، وما ينفقه الكافر في سبيل الطاغوت.