قوله تعالى: {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم 261}
  · الأحكام: الآية تدل أن للنبي أن يلتمس زيادة البصيرة، فما يعلم لاستحالة أن يكون إبراهيم غير عالم بأنه تعالى يحيي الموتى، وهو نبي.
  وتدل على أن زيادة العلم تقتضي زيادة سكون النفس، خلاف ما قاله بعضهم:
  إن زيادة العلم لا تؤثر، وإنما أراد علم الضرورة، يضاف إلى علم الاستدلال.
  وتدل على ضروب من الإعجاز:
  أحدها: رد أبعاض كل طير إلى جملته، ولا يتأتى ذلك إلا من عَلَّام الغيوب.
  ومنها: الإحياء والإماتة، وذلك لا يقدر عليه غيره تعالى.
  وثالثها: أنها صارت مميزة حتَّى أجابت الدعاء، وكل ذلك معجزة لإبراهيم #.
  وتدل على إعجاز نبينا ÷ حيث أخبر عن أخبار غائبة من غير أن [يكون] قرأ كتابًا ولا خالط أهل المعرفة.
  ويقال: لم أجيب إبراهيم بما سأل، ولم يجب موسى في قوله: {رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ}؟
  قلنا: مَنْ حَمَلَ الرؤية على الإدراك ذكر أنه سأل عن قومه، وإنما لم يُجب لأنهم أحالوا في السؤال، وَمَنْ حَمَلَهُ على علم الضرورة لم يجب؛ لأن العلم الضروري بِاللَّهِ لا يصح مع بقاء التكليف، بخلاف إحياء الميت، وقيل: لأن الأحوال تختلف بالمصالحِ في الأوقات.
قوله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ٢٦١}