قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه واعلموا أن الله غني حميد 267}
  أنتم محتاجون إليه من أمر دينكم، عن الأصم «لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ» أي لتفكروا فيها فتحذروا وتتقوا، وقيل: ضرب الأمثال لتقيسوا بعضها ببعض، عن أبي مسلم.
  · الأحكام: الآية تدل على وجوب حفظ العبادات عما يفسدها؛ لأن مَنْ عملها ثم أفسدها كان كمن له جنة وكبر واحتاج إليها، وله ذُرِّيَّةٌ ضعفاء اشتدت حاجتهم إليها، وثقلت مؤنتهم، فاحترقت الجنة فخاب، كذلك من أفسد عمله يوم القيامة.
  ويدل قوله: «لَعَلَّكُمْ تَتفَكَّرُونَ» أنه يبين الآيات، وأراد أن تتفكروا فيها لتعلموا وتؤمنوا، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ: إنه بَيَّنَهَا ليُضلَّ بها قوم والغرض ضلالهم، عن أبى على.
قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ٢٦٧}
  · القراءة: قرأ «تيمموا» بتشديد التاء وفتحها ابن كثير وحده رد الساقطة وأدغم؛ لأنه في الأصل تاءان: تاء المخاطبة، وتاء الأمر، حذف تاء الفعل، والباقون بفتح التاء مخففة على الحذف، والمعنى واحد، وعلى هذا الخلاف في أخواتها، وهي واحد وثلاثون موضعًا: «لا تفرقوا» «توفاهم» «لا تعاونوا» «فتفرق بكم» «تلقف» «تولوا» «تنازعوا» «تربصون» «فإن تولوا» «وإن تولوا» «لا تكلم نفس» «تنزل» «تلقونه» «تبرجن» «تبدل» «تناصرون» «تحسسوا» «تنابزوا» «لتعارفوا» «تميز» «تحبرون» «تلهى»