التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه واعلموا أن الله غني حميد 267}

صفحة 1037 - الجزء 2

  «تلظى» «تنزل الملائكة»، وعن ابن مسعود (تُيَمِّمُوا) بالهمز على الأصل، وعن ابن عباس «تيمموا» مضمومة التاء مكسورة الميم الأولى بمعنى لا توجهوا، والقراءة الظاهرة «تُغْمِضُوا» بضم التاء وكسر الميم، وعن الزهري بفتح التاء وضم الميم، وعن الحسن بفتح التاء وكسر الميم وهما لغتان غمض يَغْمُضُ، ويَغْمِضُ، وعن قتادة «تُغَمِّضُوا فيه» على التفعيل وعن ابن مخلد بضم التاء وفتح الميم يعني إلا أن يمهلكم، وكل ذلك لا يجوز القراءة به؛ لأنه خلاف المستفيض نقله، ويحمل على أنهم قالوا: يجوز ذلك في العربية، لا أنه قراءة.

  · اللغة: التيمم: القصد، ومنه: {فَتَيَمَّمُوا صعِيدًا} يقال: تيممت الشيء تعمدته وقصدته، وأممته ويممته سواء عند أهل اللغة، قال الخليل: أَمَمْتُهُ: قصدت أمامه، وَيَّممْتُهُ تعمدته في أي جهة كان.

  والخبيث: الرديء من كل شيء. والخبيثة: الدنية لرداءتها، وخَبَثُ الفضة ما نفاه الكير؛ لأنه ينفي الرديء.

  والإغماض في البيع: الحط من الثمن لعيب فيه، أغمض إغماضًا.

  والغموض: الخفاء، وهو أصل الباب، ويقال: مسألة غامضة أي خفية. والتغميض:

  إطباق الجفن؛ لأنه إخفاء العين، ثم سمي الحط إغماضًا؛ لأنه إخفاء بعض الثمن بالحطِّ.

  · الإعراب: فتحت (أن) في «أن تُغْمِضُوا» قال الفراء: من أجل إلا أن تغمضوا، وقعت