قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه واعلموا أن الله غني حميد 267}
  الغلال والثمار، واختلفوا فقيل: المراد به الزكاة المفروضة في أموال التجارة والذهب والفضة والغلات، عن عبيدة السلماني والحسن، وقيل: هو في التطوع، عن أبي علي قال: لأن في الفرض قدرًا وصفة إن نقص بقي دينًا عليه، وهذا لا وجه له؛ لأنه لا يجوز أن يكون في الزكاة؛ لئلا يفعل ذلك، ولئلا يقوم الرديء بقيمة الجيد، وقيل: هو في الفرض والنفل، حكاه القاضي، وهو الوجه «وَلَا تَيَمَّمُوا» لا تعمدوا «الْخَبِيثَ» قيل: الرديء كالحشف من التمر، وكالزيوف من الدراهم والدنانير، عن أكثر المفسرين، وقيل: الخبيث الحرام، عن ابن زيد «مِنْهُ» يعني من أموالكم «وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ» يعني الخبيث «إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ» قيل: إلا أن تحطوا من الثمن، عن ابن عباس والحسن وقتادة، قال الحسن: لو وجدتموه ما أخذتموه حتى يحط من ثمنه، وقيل: لستم بآخذيه إلا بوكس، فكيف تعطونه في الصدقة، عن الزجاج، وقيل: إلا أن تساهلوا فإنه لو أهدي لكم ما أخذتموه إلا على استحياء، فكيف ترضون لي ما لا ترضون لأنفسكم؟!، عن البراء، وتغمضوا: تساهلوا، وأصله كأنه يغمض عينيه عن ذلك، فيأخذه مساهلة لا ينظر فيه «وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ» عن صدقاتكم إنما أمركم لنفعكم، فاختاروا الجيد «حَمِيدٌ» مستحق للحمد على نعمه، وقيل: موجب للحمد على طاعته وصدقته، وقيل: مستحمد إلى خلقه بما يعطي من النعم لعباده، عن الحسن، أي مستدعيهم إلى ما يوجب الحمد لهم.
  · الأحكام: الآية تدل على وجوب حق اللَّه تعالى فيما يكسبه الإنسان وما تخرجه الأرض، وذلك جامع للأملاك، وتفصيل ذلك الحق من الزكاة والعشر مُبَيَّن بالسنة.