التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم 268 يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولو الألباب 269}

صفحة 1041 - الجزء 2

  · القراءة: قرأ يعقوب «ومن يُؤْتِ الحكمة» بكسر التاء على معنى يؤتيه اللَّه، وقرأ الباقون بفتح التاء على الفعل المجهول، وعن الربيع بن خثيم «تُؤْتَ» على المخاطبة.

  حكى أبو القاسم في قوله: «والله يعدكم» أنه بغير واو في مصاحف الشام وبالواو في مصاحف سائر الأمصار.

  · اللغة: الوعد والعدة بمعنى، ويستعمل في الخير والشر قال تعالى: {وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرةً} وقال تعالى: {النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا} إلا أن الوعد في الخير أظهر، وعدته ووعدت له لغتان سواء في المعنى.

  والفقر: الحاجة، وهو ضد الغنى، وأصله من كسر الفقار، وهو عظام الظهر؛ لأن الفقير بمنزلة مكسور الظهر، وفيه لغتان فقر وفقر كضعف وضعف.

  والفحشاء والفحش: الفاحشة، وكل شيء جاوز حده فهو فاحش، وزعم مقاتل أن الفحشاء في كل القرآن الزنا إلا ههنا فإنه البخل.

  والحكمة: العلم الذي يمتنع به من القبح، وأصله المنع.

  واللب: العقل، وسمي بذلك؛ لأنه أنفس ما في الإنسان كما أن لب التمرة أنفس ما فيها تقول: لبِبْتَ يا رجل تَلَبّ لَبَابَةً ولَبًّا.

  · الإعراب: نَصب (الفَقر) ب (يعدُكم)، وقيل: بنزع الخافضة أي بالفقر.

  {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ} الضمير في محل الرفع باسم ما لم يسم فاعله. و (الحكمة) مفعوله.