التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه وما للظالمين من أنصار 270 إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير 271}

صفحة 1044 - الجزء 2

  والكسائي بالنون والجزم عطفًا على الفاء، وقرأ ابن عامر وحفص عن عاصم «يُكَفِّرُ» بالياء والرفع وكسر الفاء، يعني يكفر الله، وعن ابن عباس «ويكفر» بالياء ردًّا على الصدقات.

  · اللغة: النذر: عقد الإنسان على نفسه شيئا من البر، والإنذار: الإعلام، وأصله: الخَوف.

  والأنصار: جمع نصير كشريف وأشراف وحبيب وأحباب، والنصير: المعين.

  والإخفاء: الستر.

  والإبداء: الإظهار.

  نِعَم: بفتح النون وكسر العين، ونِعْم بكسر النون وسكون العين لغتان، ولا يجوز إسكان العين مع الإدغام عند النحويين، وإنما هو إخفاء يظن السامع أنه إسكان.

  والتكفير: من التغطية والستر، ومنه:

  حَتَّىِ إِذَا أَلْقَتْ يَدًا فِي كَافِرٍ

  والإيتاء: الإعطاء.

  · الإعراب: يقال: على أي شيء يعود الضمير في قوله: «يَعْلَمُهُ»؟

  قلنا: على قوله: «وما أنفقتم»؛ لأنه اسم نحو أي شيء أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فهو يعلمه، ولا يجوز أن يعود على النفقة؛ لأنها مؤنثة، ولا على النفقة والنذر؛ لأنه يوجب التثنية، وقيل: إنه يرجع على النذر؛ لأنه الأقرب إليه كقوله