التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم 273}

صفحة 1050 - الجزء 2

قوله تعالى: {لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ٢٧٣}

  · القراءة: قرأ أبو جعفر وعاصم وابن عامر وحمزة: «يَحْسَبُهُمُ» بفتح السين والباقون بكسرها وهما لغتان بمعنى.

  وأمال حمزة والكسائي «بسيماهم» بالإمالة والباقون بالتفخيم.

  · اللغة: الحصر: أصله المنع، والإحصار: منع النفس لمرض أو مخافة، والحصر: منع الغير. قال ابن السكيت: أحصره المرض وحصره العدو، وناس يقولون: حصره المرض وأحصره العدو، والأول الصحيح، قال أبو عمرو: وأحصرني الشيء وحصرني: حبسني.

  والاستطاعة: القدرة.

  والعفة: القناعة، تعفف بكذا اقتنع به.

  والسيما: العلامة، وهي من الواو، وأصله الارتفاع.

  والإلحاف: الإلحاح في السؤال، يقال: ألحف في سؤاله إذا ألح وأبرم فيه، قيل: أخذ من اللحاف لاشتماله على وجوه الطلب في المسألة كاشتمال اللحاف في التغطية، عن الزجاج، وقيل: لأنه يلزم لزوم اللحاف، وأصله من اللباس.

  يقال: ما عامل الإعراب في «لِلفُقَرَاءِ»؟