قوله تعالى: {ياأيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون 21}
  · الإعراب: الناس صفة لـ (أي) كما توصف المبهمة بالأجناس، وقال الأخفش: الأقيس أن يكون الناس صفة لـ (أي)، وأنكر ذلك أكثر النحويين، وأجاز المازني وجه النصب في صفة أي قياسا على جوازه في صفة هذا، فقال: يجوز يا أيها الرجلَ أقبل، ولم يسمع ذلك من العرب، ولا وافقه على إجازته أحد.
  ويقال: ما معنى (لعل) هنا وأصله الشك؟
  قلنا: فيه ثلاثة أوجه:
  الأول قيل: بمعنى لام (كي)، أي لتتقوا، عن قطرب وأبي علي.
  والثاني: عن شك المخاطبين، كأنه قيل: افعلوا على الرجاء والطمع، أي تتقوا، عن سيبويه وأبي مسلم.
  والثالث: افعلوا ذلك متعرضين للتقوى، عن أبي بكر أحمد بن علي، وقد قال سيبويه وغيره: لعل وعسى حرفا شك، وهما من اللَّه واجب.
  · المعنى: ابتدأ اللَّه تعالى بذكر الكتاب، وبين أن الناس فيه على ثلاث فرق: مؤمن به، وكافر، ومنافق، ووصف حال كل واحد، وما أعد لهم، ثم عاد إلى ذكر الحجاج، وبيان الأدلة والدعاء إلى الإسلام، فقال: {يَا أَيُّهَا النَّاس}، وهو عام في كل مكلف، وعن ابن عباس والحسن أن ما في القرآن «يَا أَيُّهَا النَّاس» نزل بمكة، وما فيه من «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوْا» نزل بالمدينة، «اعبدوا ربكم» أي تذللوا له، وتقربوا إليه بفعل العبادة، «الَّذِي خَلَقَكُمْ» أي أوجدكم، ولم تكونوا موجودين، «وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلكُمْ» يعني خلق مَنْ قَبْلَكُمْ فَبَيَّنَ نِعَمَهُ عَلَيْهِمْ وعلى آبائهم؛ لأن نعمه عليهم لا تتم إلا بنعمه على آبائهم.
  ومتى قيل: فما النعمة في الخلق؟