التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير 285}

صفحة 1087 - الجزء 2

  وكتب: جمع كتاب.

  والمصير: المرجع.

  · الإعراب: «آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيهِ مِنْ رَبِّهِ» ابتداء وخبره على حدة، ثم قال: «وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ» ابتداء وخبره «كُلٌّ آمَنَ» والمحذوف من قوله: «سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا» يعني سمعنا قوله، وأطعنا أمره، وفي الكلام ما يدل عليه لأنه مدحهم به، ونصب «غُفْرَانَكَ» لأنه بدل من الفعل المأخوذ منه، كأنه قيل: اللَّهم اغفر لنا غفرانك، إلا أنه استغنى بالمصدر عن الفعل، وقيل: تقديره: نسألك غفرانك، قال الفراء: ويجوز رفع غفرانك على تقدير: غفرانك تعبدنا «رَبَّنَا» نصب على «يا ربنا»، فهو نداء مضاف «وَإلَيكَ الْمَصِيرُ» فيه محذوف. قيل: وإلى جزائك أو إلى حكمك كقوله: {إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّى} أي إلى أمره.

  · النزول: روي أنه لما نزل على أصحاب النبي ÷ ورضي عنهم أنه يحاسبهم بما أخفوا وما أعلنوا شق عليهم ذلك فقال ÷ لهم: «أتقولون كما قال بنو إسرائيل: سمعنا وعصينا»؟ فقالوا: بل نقول سمعنا وأطعنا، فنزلت الآية ثناء عليهم، وروي أنه لما نزل: «آمَنَ الرَّسُولُ» قال ÷: «وحق له أن يؤمن».

  · المعنى: لما تقدم بيان الأحكام بين حال المؤمنين بها فقال تعالى: «آمَنَ» أي صدَّق، وقيل: فَعَلَ خصال الإيمان، والأول الوجه «الرَّسُولُ» يعني محمدا ÷ «وَالْمُؤمِنُونَ» قيل: أراد أصحابه، عن أبي علي، وقيل: هو عام «كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ» تأكيد من اللَّه تعالى يعني صدقوا بآياته وصفاته ونفي التشبيه عنه وتنزيهه عما لا يليق به «وَمَلَاِئكَتِهِ» يعني بأن الملائكة عبيد، وأنهم معصومون مطهرون «وكُتُبهِ» يؤمنون بأن القرآن وجميع ما