قوله تعالى: {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين 286}
  أنزل من الكتب حق وصدق «وَرُسُلِهِ» أي ويؤمنون بجميع الأنبياء أنهم مبعوثون، وأنهم معصومون «لاَ نُفَرِّقُ» أي يقولون: «لاَ نُفَرِّقُ بَينَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ»، وإنما قال (أحد) لأنه يكون الواحد والجمع، قال تعالى: {فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ} وأراد أنا نصدق جميعهم، ولا نكفر ببعض كما فعلت اليهود والنصارى «وَقَالُوا» يعني الرسول والمؤمنون «سَمِعْنَا» قيل: سمعنا كتابك وأمرك، وقيل: تقبلنا، عن الأصم «وَأَطَعْنَا» يعني فيما أمرتنا به «غُفْرَانَكَ رَبَّنَا» أي قالوا: اللَّهم اغفر لنا، عن الأصم، وقيل: نسألك غفرانك، وقيل: غفرانك لا بد منه «وَإلَيكَ الْمَصِيرُ» إلى حكمك المرجع، وقيل: سمعنا سماع القابلين، وأطعنا طاعة العاملين، واغفر لنا فإليك المنقلب.
  · الأحكام: تدل الآية على أن المعارف مكتسبة لذلك مدح المؤمن به.
  وتدل على جميع الإيمان بجميع الأنبياء والكتب.
  وتدل على أن الإيمان لا يتكامل إلا بالسمع والطاعة.
  وتدل على وجوب الانقطاع إلى اللَّه تعالى في طلب المغفرة.
  وتدل على وجوب الإيمان بالبعث والجزاء؛ لأن قوله: «وَإلَيكَ الْمَصِيرُ» المراد إلى الجزاء.
قوله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ٢٨٦}
  · القراءة: أجمعت القراء على «وُسْعها» بضم الواو وسكون السين، وقرأ إبراهيم بن