قوله تعالى: {الم 1 الله لا إله إلا هو الحي القيوم 2 نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل 3 من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام 4}
  ابن عباس، وقيل: الألف اللَّه، واللام جبريل، والميم محمد؛ يعني جاء بهذا القرآن جبريل من عند اللَّه إلى محمد ÷، وقيل: علامة لانقضاء سورة وافتتاح أخرى، وقيل: سر لا يعلم معناه، وهذا لا يصح لأنه يكون لغوًا، ولأن الصحابة تكلموا في معناه، وكذلك العلماء بعدهم، «اللَّهٌ» الذي تحق له العبادة، وقيل: مفزع الخلق، وقيل: تحير العقول في كنه عظمته «الْحَيُّ الْقَيُّومُ» قيل: القائم بتدبير عباده، عن مجاهد والربيع والأصم، ودليله قوله: {قَائِمًا بِالْقِسْطِ} وقيل: الدائم الوجود، عن أبي علي «نَزَّلَ عَلَيكَ» يا محمد «الْكِتَابَ» يعني القرآن سمي به لأنه يكتب، «بِالْحَقّ»، قيل: بالصدق في أخباره وجميع دلائله، وقيل: بالحق بما توجبه الحكمة في الإنزال، كما أرسل ما توجبه الحكمة من الإرسال، وقيل: الحق ليس باللعب، والفصل ليس بالهزل، عن أبي مسلم «مُصَدّقًا لِمَا بَينَ يَدَيْهِ» لما قبله من كتاب ورسول، عن قتادة ومجاهد وأكثر العلماء، وقيل: إنما سمي ما مضى بين يديه لظهوره كظهور ما بين يديه، ومعنى قوله: «مُصَدِّقًا» قيل: لموافقته ما تقدم الخبر به، وفيه أنه ينبئ عن صحة أمر النبي ÷ من حيث لا يكون ذلك إلا من عند علام الغيوب، وقيل: «مُصَدِّقًا» أي يخبر بصدق الأنبياء وما أتوا به خلاف من يؤمن ببعض ويكفر ببعض، وقيل: مصدقًا لهم في التوحيد والعدل وأصول الدين يعني جاء موافقًا لهم في ذلك، وإنما اختلفت الشرائع «وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ» قيل: أنزل القرآن نجومًا والتوراة على موسى دفعة واحدة، والإنجيل على عيسى دفعة واحدة $، وكذلك قال في القرآن: «نزل»، وفي التوراة والإنجيل «أنزل»، «مِنْ قَبْلُ» أي من قبلك يا محمد، وقيل: من قبل القرآن «هُدًى لِلنَّاسِ» يعني الكتبُ الثلاثةُ دلالة وبيانٌ، وقيل: فيه تقديم وتأخير تقديره: وأنزل التوراة والإنجيل والقرآن هدى للناس، عن السدي «وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ» قيل: القرآن، وقيل: الأدلة الفاصلة بين الحق والباطل، عن أبي مسلم، وقيل: الفصل بين الحق والباطل في أحكام الشرائع، وقيل: الحجة القاطعة لمحمد ومن حاجه بأمر عيسى، فعلى القول الأول أنه القرآن، قيل: إنما كرر ذكره تشريفًا وتعظيمًا، وقيل: إذا اختلفت دلالات الصفات لم يكن تكريرا لأن لكل صفة فائدة، فالأول يفيد أنه يكتب، والثاني: أنه يفرق بين الحق والباطل «إِنَّ الَّذِينَ كفَرُوا بِآيَاتِ اللَّه» قيل: بالقرآن من أصناف الكفار، عن أبي مسلم، وقيل: بالكتب