التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {الم 1 الله لا إله إلا هو الحي القيوم 2 نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل 3 من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام 4}

صفحة 1094 - الجزء 2

  والنقمة: العقوبة، والنقمة خلاف النعمة.

  والفرقان: الفرق بين الحق والباطل.

  · الإعراب: رفع (اللَّه) لأنه ابتداء، وخبره فيما بعده، و (الحي القيوم) نعْتٌ له، وقيل: رفع على الغاية.

  (مصدقًا): نصب على الحال.

  (بين): نصب على الظرف.

  و (هدى) محله نصب على الحال.

  · النزول: قيل: نزلت أوائل السورة إلى نيف وثمانين آية في وفد نجران من النصارى لما جاؤوا يحاجوُّن النبي ÷، عن الربيع وابن إسحاق، وكانوا ستين راكبًا فيهم أربعة عشر من أشرافهم، وثلاثة يؤول إليهم أمرهم: العاقب أمير القوم وصاحب مشورتهم، واسمه عبد المسيح، والسيد بمالهم وصاحب رحلهم، واسمه: الأيهم، وأبو حارثة بن علقمة أسقفهم وحبرهم وصاحب مدارسهم، فقدموا على النبي ÷، ودخلوا المسجد حين صلى العصر، وقد جاءت صلاتهم، فصلوا في المسجد إلى المشرق، فدعاهم إلى الإسلام، وسألوه عن المسيح، وخاصموه فيه، وهم في النصرانية على دين الملك مع اختلاف من أمرهم يقولون: هو اللَّه، أو ابن اللَّه، أو ثالث ثلاثة، فحجهم رسول اللَّه فسكتوا، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآيات.

  · المعنى: «الم» قد بَيَّنَّا الاختلاف فيه، وأن منهم من قال: اسم السورة، عن الحسن وأبي علي، ومنهم من قال: إشارة إلى أن القرآن من هذه الحروف، وهم يتكلمون بها وعجزوا عن الإتيان بمثلها، ليعلم أنه معجز، وأنه كلام وب العزة، عن أبي مسلم، ومنهم من قال: إنه إشارة إلى حدث القرآن حيث كان مؤلفا من هذه الحروف، عن ابن الزبير، ومنهم من قال: إن كل حرف منها ابتداء اسم - الم - أنا الله العليم، عن