قوله تعالى: {قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد 12}
  كقريش الأغمار الَّذِينَ لا يعرفون القتال، لو حاربتنا لتعرفن الناس، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية، عن ابن عباس وقتادة وابن إسحاق.
  وقيل: نزلت في مشركي مكة «سَتُغْلَبُونَ» يوم بدر، عن مقاتل.
  وقيل: بل نزلت في اليهود لما قتل الكفار يوم بدر وهزموا قالت اليهود: إنه نبي، فلما نال أصحابه يوم أحد ما نال شكوا ونقضوا العهد، وخرج كعب بن الأشرف إلى مكة وجمع الناس للأحزاب، فلما رجع إلى المدينة أنزل اللَّه تعالى هذه الآية، عن أبي صالح عن ابن عباس.
  · المعنى: لما تقدم ذكر ما لحق الأمم الماضية من العذاب بتكذيبهم الرسل حذر هَؤُلَاءِ أن يحل بهم في الدارين ما حل بأولئك فقال تعالى: «قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا» من مشركي مكة، عن مقاتل وابن عباس وقتادة «سَتُغْلَبُونَ» أي ستهزمون في الدنيا «وَتُحْشَرُونَ» تجمعون في الآخرة «إِلَى جَهَنَّمَ»، وقيل: سيغلب منهم من حارب «وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ». من مات «وَبِئْسَ الْمِهَادُ» قيل: بئسما مهدوا لأنفسهم، عن مجاهد، وقيل: بئس القرار، عن الحسن، وقيل: بئس الفراش الممهد لهم.
  · الأحكام: تدل الآية على معجزة لنبينا ÷ لأنه إخبار بما يجري مجرى الغيب، فكان الأمر كما تقدم به الخبر، فعلم أنه إنما علم ذلك من جهة الوحي.
  وتدل على قهر يلحق الكفار، ولا يصح حمله على العموم، فيحمل على قوم مخصوصين من كفار قريش وأهل بدر.
  وتدل على أن الكفار يحشرون إلى جهنم، ولا بد فيه من شرط، وهو أن يموتوا مُصِرِّين على الكفر.