قوله تعالى: {قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين والله يؤيد بنصره من يشاء إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار 13}
قوله تعالى: {قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ ١٣}
  · القراءة: قرأ أبو جعفر ونافع ويعقوب وأبان عن عاصم «ترونهم» بالتاء، والباقون بالياء؛ لأن الإخبار عن أهل بدر والخطاب لليهود، فأما التاء فللجميع، والقراءة الظاهرة «فئة» بالرفع على معنى منهما فئة أو إحداهما، وفئة عن الزهري بالخفض على البدل من فئتين، وعن بعضهم نصبًا على المدح، والقراء على «تقاتل» والتاء كناية عن الفئة، وعن مجاهد بالياء رده على القوم، والقراء على «ترونهم» كناية عن مذكور، وعن السلمي: «ترونهم» بالتاء وضمها على ما لم يسم فاعله.
  · اللغة: الآية: الحجة والعلامة.
  والفئة: الفرقة أخذ من قولهم فأوت رأسه بالسيف إذا فلقته. والأيد: القوة، يقال: إِدْتُهُ أَئِيدُهُ أيدًا، كقولهم: بعته أبيعه بيعًا يعني قويته، وفي التنزيل: {دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ} أي ذا القوة.
  والعبرة: الآية؛ لأنها يعتبر بها من منزل الجهل إلى منزل العلم، والعبور: النفور من أجد الجانبين إلى الآخر، ومنه المعبر المستقيم.
  · الإعراب: «فئة» رفعت على الاستئناف والابتداء، وهذا كقولك: مررت بالقوم، بعضُهُمْ قائمٌ، وبعضُهُمْ جالسٌ، وقيل: تقديره: منهم فئة كذا، وأخرى كذا، ويجوز الجر على البدل، والنصب على الحال والمدح، ولا يجوز القراءة إلا بالرفع لإجماع القراء.