التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم 18 إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب 19}

صفحة 1119 - الجزء 2

  أحرب دخل في الحرب، وأربع دخل في الربيع، وقيل: أصله الاستسلام، وهو الانقياد، ثم نقل في الشرع إلى أداء جميع الطاعات، والإيمان والإسلام والدين في الشرع نظائر.

  والخلاف نقيض الوفاق، والوفاق: كل شيئين سد أحدهما مسد الآخر فيما يرجع إلى أدائهما، والاختلاف ألا يسد مسده في ذلك.

  والبغي: طلب الاستعلاء بالظلم، أصله من بغيت الشيء: طلبته.

  · الإعراب: يقال: كم وجهًا في (أن) الأولى والثانية؟

  قلنا: أربعة أوجه: فتحهما جميعًا، وكسرهما جميعًا، وفتح الأولى وكسر الثانية، وكسر الأولى وفتح الثانية.

  أما الأول: ففتحهما على إيقاع الشهادة على (أن) الثانية، وحذف حرف الإضافة من الأولى تقديره: شهد اللَّه أنه لا إله إلا هو، أن الدين عنده الإسلام.

  والثاني: كسرهما جميعًا على الاعتراض بالأولى للتعظيم لله به، وكسر الثانية على الحكاية؛ لأن في «شهد» معنى «قال».

  الثالث: فتح الأولى وكسر الثانية، وهو أجودها على إيقاع الشهادة على الأولى، واستئناف الثانية، فهذا أظهر الوجوه وأحسنها، وعليه القراء.

  الرابع: كسر الأولى على الاعتراض، وفتح الثانية، بإيقاع الشهادة عليها.

  «قَائِمًا» قيل: نصب على الحال من اسم اللَّه تعالى على تقدير: شهد اللَّه قائمًا بالقسط، وقيل: على الحال من «هو» تقديره: لا إله إلا هو قائمًا بالقسط.

  «الدّينَ» اسم (إن)، و (الإسلام) خبره.

  و «بَغيا» نصب، والعامل محذوف دل عليه قوله: «اخْتَلَفَ»، عن الزجاج، وقيل: