قوله تعالى: {شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم 18 إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب 19}
  العالم، وقيل: المحكم لأفعاله «إِنَّ الدّينَ عِنْدَ اللَّه الإِسْلاَمُ» قيل: الطاعة عند اللَّه من يدين بدين الإسلام، وقيل: الدين الحق هو الإسلام «وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكتَابَ» قيل: الكتاب التوراة، والَّذِينَ أوتوا الكتاب اليهود، عن الربيع، قال: عهد موسى إليهم، وأقام فيهم يوشع، فلما مضى ثلاثة قرون اختلفوا، وقيل: الكتاب الإنجيل، والَّذِينَ أوتوا الكتاب النصارى اختلفوا في أمر عيسى، عن أبي جعفر محمد بن الزبير، وقيل: إنه خرج مخرج الجنس معناه معه كتب اللَّه المتقدمة، واختلفوا بعدها في الدين، عن أبي علي «إِلَّا مِنْ بَعْد مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ» قيل: العلم بأن دين اللَّه الإسلام، وقيل: العلم بالحق، وقيل: العلم بأن محمدًا نبي، وقيل: العلم بأن عيسى عبد اللَّه ورسوله «بَغْيًا بَيْنَهُمْ» أي ظلمًا وحسدًا، قيل: هم أهل العناد، وقيل: المراد بالعلم الآيات والحجج، والمختلفون جميع المبطلين «وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ» بحججه، قيل: التوراة والإنجيل وما فيها من صفة محمد ÷، وقيل: القرآن وما دل عليه «فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ» قيل: لا يفوته شيء من أعمالهم لأنه سريع الحساب، وقيل: سريع الجزاء، عن الأصم، وقيل: عن قريب يأخذه ويعاقبه.
  · الأحكام: تدل الآية على أمور: منها: التوحيد، ومنها: التعليم لعباده كيف يشهدون بالتوحيد.
  وتدل على عظم محل الملائكة وأولي العلم، وفيه تنبيه على أنه يجب الاقتداء بهم وسلوك طريقتهم، وتدل على فضل الملائكة حيث خصهم بالذكر، وإن كانوا من أهل العلم، ولأن كلهم من أهل العلم والعمل، فعلق الحكم بالاسم بخلاف البشر الَّذِينَ فيهم العلماء والجهال، فعلق المدح بالعلم، وتدل على فضل العلم لأنه لما ذكرهم كأنه لم يعتد بغيرهم، والمراد بهذا العلم التوحيد وما يتعلق به من علوم الدين؛ لأن الشهادة وقعت فيه، وتدل على أن جميع أفعاله حكمة وليس فيها شيء يقبح لذلك