قوله تعالى: {إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم 21 أولئك الذين حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين 22}
  عطف الماضي على المستقبل، وقرأ الباقون: «يقتلون» بغير ألف، وهي القراءة الظاهرة، وفي المصحف بغير ألف، وأجمع القراء على التخفيف فيهما، وروي عن الحسن بالتشديد فيهما للتكثير.
  والقراءة الظاهرة «حبطت» بكسر الباء، وعن بعضهم بفتحها، وهما لغتان.
  · اللغة: حبط العمل يحبط إذا بطل، وأحبط اللَّه أعمال الكفار أي أبطلها.
  والقِسْطُ: العدل، والقَسْطُ: الجور، وأصله من العدول، يقال: قسط جار، وأقسط عدل.
  · الإعراب: دخلت الفاء في «فَبَشِّرْهُمْ» لأن قوله: «إن الَّذِينَ كفروا» وضع موضع الجزاء؛ لأنه لا يقال: إن زيدًا فقائم، وقيل: أدخلت الفاء على إلغاء (أن) تقديره الَّذِينَ يكفرون، ويقتلون فبشرهم.
  · المعنى: ثم بَيَّنَ وعيد من اختلف في الحق فقال تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ يَكفرونَ» أي يجحدون «بِآيَاتِ اللَّه» حججه وإعلامه، وقيل: هو ما في كتبهم، وفيه نبوة محمد ÷، وقيل: هو القرآن، واختلفوا، فقيل: المراد بهم اليهود والنصارى، عن الأصم، وقيل: سائر أصناف الكفار وهو الوجه «وَيَقْتُلُونَ النَّبِيّينَ بِغَيرِ حَقّ» قيل: هم اليهود، وعن أبي عبيدة بن الجراح قلت: يا رسول اللَّه، أي الناس أشد عذابًا يوم القيامة؟ فقال: «رجل قتل نبيًّا، أو رجلاً أمر بمعروف ونهى عن منكر ثم تلا هذه الآية»، ثم قال: «يا أبا عبيدة، قتلت بنو إسرائيل ثلاثة وأربعين نبيًّا في أول النهار في ساعة واحدة، فقام مائة