قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون 23 ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون 24 فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه ووفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون 25}
  · الإعراب: «إِذَا جَمَعْنَاهُمْ» خبر ابتداء محذوف تقديره: فكيف حالهم إذا جمعناهم.
  «وأيامًا» نصب على الظرف؛ لأن مس النار يكون بتلك الأيام، وهو في موضع نصب إلا أن التاء زائدة، فلا يدخله النصب.
  · النزول: عن السدي قال: (دعا النبي ÷ اليهود إلى الإسلام فقالوا: هلم نخاصمك إلى الأحبار، فقال النبي ÷: «بل إلى كتاب اللَّه»، ففالوا: بل إلى الأحبار، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية.
  وعن ابن عباس أن النبي ÷ دخل بيت المدارس على جماعة من اليهود فدعاهم إلى الإسلام، وفيهم نعيم بن عمرو والحارث بن زيد فقالوا: على أي دين أنت؟ فقال: «على ملة إبراهيم»، فقالا: إن إبراهيم كان يهوديًّا، فقال ÷: «فهلموا إلى التوراة فهي بيننا وبينكم»، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية.
  وعن ابن عباس أن رجلاً وامرأة زنيا وكانا ذَوَيْ شرف، وكان في كتابهم الرجم فكرهوا رجمهما لشرفهما، فرجعوا في أمرها إلى النبي ÷، ورجوا أن يكون عنده رخصة، فحكم بالرجم فقالوا: ليس عليهما الرجم، فقال، ÷: «بيني وبينكم التوراة فإن فيها الرجم فمن أعلمكم؟ قالوا: ابن صوريا الفدكي فأتوا به، ودعوا التوراة، فلما أتى على آية الرجم وضع يده عليها، فقال ابن سلام: قد جاوز موضعها يا رسول اللَّه، فرفع كفه عنها فوجدوه أنه الرجم، فأمر النبي ÷ بهما فرجما، فغضب اليهود لذلك غضبًا شديدًا، وقال ÷: «أنا أولى بأخي موسى، وأنا أول من أحيا سنة أماتوها»، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية.