التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير 28 قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ويعلم ما في السماوات وما في الأرض والله على كل شيء قدير 29}

صفحة 1137 - الجزء 2

  · النزول: قيل: كان الحجاج بن عمرو وابن أبي الحقيق وقيس وابن زيد جاؤوا إلى نفر من الأنصار ليفتنوهم عن دينهم، فقال رفاعة بن المنذر وعبد الرحمن بن جبير وسعد بن خيثمة لأولئك النفر: اخشوا ولاء اليهود واحذروهم لا يفتنوكم عن دينكم، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية، عن ابن عباس.

  وقيل: نزلت في حاطب بن أبي بلتعة وغيره، وكانوا يظهرون المودة لكفار مكة، فنهاهم عن ذلك، عن مقاتل.

  وقيل: نزلت في المنافقين عبد اللَّه بن أبي وأصحابه كانوا يتولون اليهود والمشركين ويأتونهم بالأخبار، يرجون لهم الظفر على رسول اللَّه، ÷، فأنزل اللَّه تعالى الآية، ونهى المؤمنين عن مثل فعلهم، عن أبي صالح عن ابن عباس.

  وقيل: نزلت في عبادة بن الصامت، وكان له حلفاء من اليهود، فلما كان يوم الأحزاب قال: يا نبي اللَّه معي خمسمائة من اليهود، وقد رأيت أن يخرجوا معي، فنزلت الآية، عن جويبر والضحاك عن ابن عباس.

  · النظم: لما بَيَّنَ اللَّه تعالى أنه مالك الدنيا والآخرة بين أنه ينبغي أن تكون الرغبة فيما عنده وعند أوليائه دون أعدائه، فنهى عن اتخاذهم أولياء، ثم بين في الآية الثانية أنه يعلم السرائر تحذيرًا لهم أن يبطنوا موالاتهم وإن أظهروا خلافه، ثم ختم الآيات ببيان قدرته على ما يشاء ليعلموا قدرته على عقابهم تحذيرًا من مخالفة أمره.

  · المعنى: «لاَ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ» نهي عن موالاة الكفار، والمراد موالاتهم في