قوله تعالى: {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين 23}
  والدعاء: النداء، دعا يدعو دعاء، والدعاء لله: سؤال الرحمة، والدعاء: الاستعانة: الدعاء إلى المنازلة، وأصل الجميع الطلب.
  والشهادة: البينة، يقال: شهادة عدل، والشهادة نقيض الغيبة، وأصله من المشاهدة، وَحَدُّهُ الإخبار بالشيء عن مشاهدة، والشاهد: فاعل الشهادة.
  والصدق: نقيض الكذب، وحده الإخبار عن الشيء على ما هو به.
  · الإعراب: (من) في قوله: «مِنْ مِثْلِهِ» قيل للتبعيض؛ لأنه تحداهم ببعض ما هو مثله، وقيل: للجنس كقوله: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ} وقيل: صلة وزيادة، كأنه قال: (فأتوا بسورة مثله)، ولا يصح؛ إذ لا يحكم بالزيادة مع صحة المعنى.
  ويقال: إلى ماذا تعود الهاء في قوله: «مِنْ مِثْلِهِ»؟
  قلنا: إلى ما في قوله: «مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا» يعني من مثل القرآن، عن الحسن وقتادة ومجاهد وعمرو بن عبيد وواصل، وقيل: يعود إلى النبي ÷ كأنه قال: من بَشَرٍ أُمِّيٍّ مثله.
  · النزول: قيل: لما سمع المشركون القرآن قالوا: ما يشبه هذا كلام اللَّه، وإنا لفي شك منه، فأنزل اللَّه هذه الآية.
  · المعنى: ولما احتج تعالى للتوحيد عقبه بالاحتجاج في النبوة فقال تعالى: «وِإن كُنْتُمْ» أيها المشركون «فِي ريب» شك وتهمة «مِمَّا نَزَّلْنَا» من الفرقان «عَلَى عَبْدِنَا» يعني على محمد ÷ وقلتم: إنه كلام بشر «فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ» قيل: من مثل القرآن، وقيل: من مثل محمد.