قوله تعالى: {ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل 48 ورسولا إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص وأحي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين 49}
  وقراءة العامة: «وما تدخرون» بالتاء، وعن مجاهد بالياء.
  · اللغة: الطين معروف، يقال: طَيَّنتُ الكتاب جعلت عليه طينًا.
  والهيئة: الحال الظاهرة هَاءَ فلان يَهَاءُ هيئة، فالهيِّئُ بالتشديد الحسن الهيئة.
  والنفخ: ريح يخرج من الفم، نفخ ينفخ نفخًا.
  والطير جمع، واحده: طائر نحو: زائر وزَوْرٍ، وسافر وسَفْر.
  والبُرْءُ: الشفاء.
  والأكمه في اللغة الأعمى يقال: كَمِهَ يَكْمَهُ كَمَهًا.
  والبَرَصُ: الداء المعروف، وكان يتطير منه العرب، وإذا استحكم فلا برء له.
  والادخار: افتعال من الدخر، دَخَرْتُ أَدْخَرُ دَخَرًا، وادخرت ادخارًا، وادَّخَرَ:
  خبأ الشيء لنائبة، ووزن يدخرون يَذْتخرُونَ يفتعلون، فأبدلت مكان التاء دالاً؛ لأن ما قبلها ذال، ثم قلبت الذال دالاً، وأدغمتْ، فصارت «يَدَّخرون».
  · الإعراب: يقال: ما موضع (يُعَلِّمُهُ) من الإعراب؟
  قلنا: قيل: نصب بالعطف على «وجيهًا» تقديره: وجيهًا ومعلمًا، وقيل: لا موضع له؛ لأنه عطف على جملة لا موضع لها، وهو قوله: «كَذَلِكِ اللَّه يَخْلُقُ ما يَشَاءُ» وقيل: هو معطوف على «نُوحِيهِ إِلَيكَ» وليس بصحيح؛ لأنه يخرجه من معنى البشارة لمريم.
  «ورسولا» نصب على تقدير: ويجعله رسولاً فحذف لدلالة الكلام عليه وهو البشارة المتصلة، وقيل: نصب على الحال عطفًا إلا أنه في ذلك الوقت رسول بالحكم أنه سيرسل، وقيل: عطف على «كهلا» بتقدير: يكلمهم كهلاً ورسولاً.
  ويُقال: ما موضع «أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ» من الإعراب؟