قوله تعالى: {ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم وما يضلون إلا أنفسهم وما يشعرون 69}
  «إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ» قيل: أحق الناس بنصرته بالمعونة والحجة؛ لأن الَّذِينَ كانوا في زمانه تولوه بالنصرة على أعدائه وسائر المؤمنين بالحجة له، وتنزيهه عن كل عيب، وقيل: أولى الناس بتعظيمه، وقيل: بنصرة دينه «لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ» اقتدوا به في زمانه «وَهَذَا النَّبِي» يعني محمدًا ÷ «وَالَّذِينَ آمَنُوا» معه المسلمين الَّذِينَ صدقوا محمدًا # «وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ» ناصرهم ومعينهم.
  · الأحكام: تدل الآية أن اليهودية والنصرانية اسما ذم، وأنهما لا يفيدان التمسك بالحق، فلذلك نفاهما عن إبراهيم، ولا شبهة أن ما عليه الفريقان ليس بدين موسى وعيسى -
  @، وكيف وهَؤُلَاءِ يدينون بالتشبيه والتثليث وتكذيب محمد، ÷ وتدل على أن إبراهيم كان مسلمًا، وملته ملة الإسلام لموافقة الملتين في المعظم.
  وتدل على أن الولاية تثبت بالدين لا بالنسب؛ لذلك جعل المؤمنين أولى بإبراهيم #.
قوله تعالى: {وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ٦٩}
  · اللغة: أصل الضلال الهلاك، والأصل الإهلاك، قال تعالى: {أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ} ثم يستعمل في الضلال في الدين؛ لأنه يؤدي إلى الهلاك، ثم كثر استعماله حتى صار حقيقة فيه، والإضلال من الداعي هو الدعاء إلى الضلال الذي يقبله المدعو.
  والمودة والمحبة والإرادة نظائر، ويستعمل «وَدَّ» بمعنى «تمنى» حينئذ يصلح