التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون 72 ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أو يحاجوكم عند ربكم قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم 73 يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم 74}

صفحة 1204 - الجزء 2

  وتدل على أن الكتمان مع المعرفة أشد من ذلك؛ لذلك قال: «وأنتم تعلمون»، فأما الكتمان فهو ألا يظهر الحق عند الحاجة، فأما مع فقد الحاجة، فلا يعد كتمانًا وإن لم يظهر.

قوله تعالى: {وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ٧٢ وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ٧٣ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ٧٤}

  · القراءة: قرأ ابن كثير: «آنْ يؤتى» بمد الألف على الاستفهام، والباقون بفتح الألف من غير مد ولا استفهام، ووجه الاستفهام أن بعضهم قال لبعض: أوتي أحد مثل ما أوتيتم؟! منكرًا، ووجه القراءة الأخرى الإخبار، وقرأ الحسن والأعمش بكسر الألف على أنه كلام اللَّه تعالى، وتمت الحكاية عن اليهود عند قوله: «دينكم» والقراءة الظاهرة بالفتح.

  · اللغة: وجه النهار: أوله، قال الشاعر:

  من كان مسرورًا بمقتل مالك ... فليأت نسوتنا بوجه نهار

  واختلفوا لم سمي بذلك فقيل: لأنه أول ما يواجه منه، كما يقال لأول ما يواجه من الثوب: وجه الثوب، وقيل: لأنه كالوجه في أنه أعلاه، وأشرف ما فيه.

  والطائفة: الجماعة، وقيل: في أصله قولان: