قوله تعالى: {وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون 72 ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أو يحاجوكم عند ربكم قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم 73 يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم 74}
  أحدهما: أنه كالرفقة من شأنها أن تطوف البلاد في السفر الذي يقع عليه الاجتماع.
  والآخر: أنها جماعة تستوي بها حلقة يطوف حولها.
  والإيتاء: الإعطاء، أوتي فلان مالاً أي أُعْطي.
  واليد: الجارحة المعروفة، واليد: القوة، واليد: النعمة، واليد تذكر صلة، والجارحة لا تجوز على اللَّه تعالى، فما ورد في القرآن محمول على الأوجه الثلاثة.
  والفضل: الزيادة من الإحسان، وأصله الزيادة، يقال: في يده فضل أي زيادة، ويسمى الفاضل لزيادته على غيره في خصال الخير.
  الاختصاص: انفراد بعض الأشياء بمعنى دون غيره كالانفراد بالملك والعلم والعطاء والنسب، وأصله يَخْتَصِصُ أدغم أحد الصادين في الآخر، دليله الاختصاص، ويقع (يختص) لازما ومتعديًا.
  · الإعراب: اللام في قوله: «لمن تبع دينكم» قيل: زائدة كاللام في {رَدِفَ لَكُم} أي ردفكم، وتقديره: لا تصدقوا إلا من تبع دينكم، وقيل: لأنه للتعدية، أي لا تعترفوا بالحق إلا لمن تبع دينكم.
  ويقال: لِم أدخلت هاء التأنيث في (طائفة)؟
  قلنا: بمعنى المضاعفة اللازمة كما دخلت في الجماعة؛ لأنه في أصل التأنيث معنى التضعيف من أجل أنه مركب على التذكير.
  «أو يحاجوكم» نصب؛ لأنه معطوف على (أن) تقديره: أن يؤتى وأن يحاجوكم، ولو كان رفعًا لكان يحاجونكم.
  · النزول: قيل: تواطأ اثنا عشر حبرًا من يهود خيبر وقرى عرينة، وقال بعضهم لبعض: ادخلوا في دين محمد أول النهار باللسان دون الاعتقاد واكفروا آخره، وقولوا: نظرنا