قوله تعالى: {إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به أولئك لهم عذاب أليم وما لهم من ناصرين 91}
  ويقال: لم دخلت الواو في «وَلَوِ افْتَدَى بِهِ»؟
  قلنا: فيه قولان:
  الأول: لتفصيل نفي القبول بعد الإجمال؛ لأن قوله: «فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا» عم جميع القبول بالنفي، ثم أتى بالتفصيل لئلا يتطرق عليه سوى التأويل.
  الثاني: لأنه زيادة ذكر للتفخيم، وتقديره ذهبًا لو افتدى به، قال الزجاج: وهو غلط.
  · النزول: قيل: نزلت الآية في اليهود كفروا بعيسى بعد إيمانهم بأنبيائهم، ثم ازدادوا كفرا بمحمد، عن الحسن وقتادة وعطاء الخراساني.
  وقيل: نزلت في اليهود والنصارى كفروا بمحمد لما رأوه وعرفوه بعد إيمانهم ببعثه وصفته، ثم ازدادوا كفرًا بذنوبهم وإصرارهم، عن أبي العالية.
  وقيل: نزلت في الكفار كلهم أشركوا بِاللَّهِ بعد إقرارهم أنه خالقهم، ثم ازدادوا كفرًا بالإقامة على كفرهم حتى ماتوا عليه، عن مجاهد.
  وقيل: نزلت في الأحد عشر من أصحاب الحارث بن سويد، قالوا: نقيم بمكة، فلما افتتح رسول اللَّه ÷ مكة منهم من تاب، ومنهم من كان مات على كفره، فنزلت فيهم الآية.
  · المعنى: لما تقدم ذكر التوبة المقبولة بَيَّنَ منها ما لا يقبل، فقال تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا» جحدوا الحق «بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا» قيل: هم اليهود والنصارى آمنوا