التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون 102 واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون 103}

صفحة 1259 - الجزء 2

  ومنها: أن الأرض كانت تأكل بوله وغائطه، فكان لا يرى.

  ومنها: أنه كان لا يطول عليه أحد، وإن طال.

  ومنها: أنه كان بين كتفيه خاتم النبوة.

  ومنها: أنه كان يمر بموضع، فيعلم؛ لطيبه.

  ومنها: أنه كان يسطع نور من جبهته في الليلة المظلمة.

  ومنها: أنَّه كان ولد مختونًا إلى غير ذلك.

قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ١٠٢ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ١٠٣}

  · اللغة: تقاة: اسم للفعل، من قولك: اتقيت اتقاء، والاسم تُقًى نحو: اهتديت اهتداء، والاسم هُدًى، ثم ألحق به الهاء كما لحق بالضلالة والسفاهة، عن أبي مسلم، وتقاة أصله وقاة، وهو فُعَلَة، وأجاز الزجاج ثلاثة أوجه: تقاة، ووقاة وأُقَاة، وحمله على قياس وجوه وأوجه، وإن كان هذا المثال لم يَجِئْ شيء منه على الأصل، نحو: تقاة وتقاة، إلا أنه حمله على الأكثر ونظائره.

  والحبل: هو المفتول، وقيل: أصله السبب الذي يوصل به إلى البغية، ومنه سمي الأمان حبلاً؛ لأنه يوصل به إلى الأمن من الخوف.

  وألَّفْتُ بين الشيئين إذا جمعت بينهما على وجه، والتأليف المصدر، والتأليف عرض يحل جوهرين، فيتألف الجزآن له بمنزلة جزء واحد، وإذا وجد في أحد