قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون 118}
  وتدل على أن المال والولد لا يغني عن عذاب اللَّه تزهيدًا في زينة الدنيا، وترغيبًا في طاعة اللَّه تعالى.
قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ ١١٨}
  · القراءة: قراءة العامة «بدت البغضاء» بالتاء لتأنيث البغضاء، وعن عبد اللَّه بدا البغضاء على التذكير؛ لتقدم الفعل، ولأن معنى البغضاء البغض.
  · اللغة: البطانة: خاصة الرجل الَّذِينَ يستبطنون أمره، وأصله البطن خلاف الظهر، ومنه بطانة الثوب؛ لأنها تلي بطنه، وظهارة الثوب ما ظهر منه، ومنه بطانة الرجل خاصته؛ لأنه بمنزلة ما يلي بطنه من ثيابه في القرب منه.
  لاَ يَأْلُونَكُمْ: لا يقصرون في أمركم من قولهم: ما ألوت في الحاجة جهدًا، أو لا آلو في هذا الأمر أَلْوًا، أي لا أقصر جهدًا، ولا يَأْتَل أي لا يقصر.
  والخبال: الفساد، ويُقال: ما في قوائمه خَبْل وخبال أي فساد من جهة الاضطرار، ومنه سمي الجنون خَبَلاً وخَبْلاً بفتح الباء وسكونها لفساد عقله.
  والعنت: المشقة، عنت الرجل يعنت عنتًا: إذا دخلت عليه المشقة، وأعنته غيره يُعنته إعناتًا.
  والبغضاء فَعْلاَءُ من البغض.
  · الإعراب: (من) في قوله: «مِنْ دُونِكُمْ» للتبعيض، يعني لا تتخذوا بعض المخالفين في الدين بطانة، وقيل: (من) زائدة، وقيل: للتبيين، أي لا تتخذوا بطانة من الكافرين.