قوله تعالى: {الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون 27}
  والقطع: نقيض الوصل، ونظيره الفصل، يقال: قطعه فانقطع، وقطع بالتخفيف في القليل، وقَطَّعَ بالتشديد في الكثير والمبالغة، والقطع الفصل بين الشيئين.
  والوصل الجمع بينهما، ونظيره الجمع والضم.
  والأمر هو قول القائل لمن دونه: افعل هذا بصيغة الأمر، ثم يصير أمرًا بإرادة الآمر المأمور به، وصيغة الأمر تستعمل في غيره فيقع على الفرض، نحو: «أَقِيمُوا الصَّلاَةَ»، والنفل، كقوله: {فَعِظُوهُنَّ} والإباحة: كقوله: (فَكُلُوا)، والتهديد: كقوله: {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ} والتحدي كقوله: {فَأتوُا بِسُورَةٍ من مِّثلِهِ}، والتكوين: كقوله: {كن فَيَكُونُ} والأصل في الجميع الطلب، وحقيقة الأمر في القول، ومَجَازٌ في الفعل كقوله: {وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ ٩٧} لأنه لا يتصرف ولا يطَّرِد كاطراده في القول، يقال في القول: أمر يأمر أمرًا، ونقيضه النهي، وقيل: الأمر على الوجوب عن أكثر العلماء، وقيل: على الندب، عن أبي علي وأبي هاشم، وقيل: على التوقف، وليس بشيء.
  والخسران: نقيض الربح، خسر خسرانًا، ومنه: {كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ} أي غير مربحة، وحقيقة الخسران ذهاب رأس المال.
  · الإعراب: يقال: ما موضع (الَّذِينَ) من قوله: «الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّه»؟
  قلنا: نصب؛ لأنه صفة للفاسقين، ويصلح الرفع على الذم، ويكون خبره «أولئك هم الخاسرون».
  ويُقال: ما معنى (مِنْ) في قوله: «مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ»؟
  قلنا: قيل: صلة وزيادة، وقيل: معناها ابتداء الغاية، كأنه قيل: ابتداء النقض للعهد.
  ويقال: ما موضع (أن) في قوله: «أَنْ يُوصَلَ»؟
  قلنا: تحتمل الخفض بدلاً من الهاء في قوله: (به)، أي أمر اللَّه بأن توصل، ويحتمل النصب، أي أمر اللَّه وصله.