قوله تعالى: {وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم 121 إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما وعلى الله فليتوكل المؤمنون 122}
  القليلة على الطائفة الكثيرة إذ غدا النبي ÷، عن أبي مسلم. وقيل: العامل فيه قوله: «محيط» تقديره: واللَّه بما تعلمون محيط، أي عالم بأحوالك وأحوالهم إذ غدوت، وإذ هَمّت لما مضى، ويجعل المستقبل ماضيًا، كقوله: «إِذْ تَقُولُ» يعني قلت، و (إذا): توقيت للمستقبل، ويجعل الماضي مستقبلاً كقوله: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ١}.
  و «تبوئ» حال من إذ غدوت، تقديره: وإذ غدوت مبوئًا للمؤمنين، فيكون محله نصبًا.
  و «هَمَّتْ طَائِفَتَانِ» التاء مدغم في الطاء؛ لأنها من مخرجها، فصارت بمنزلتها، والتاء ساكنة، فلا بد من الإدغام نحو: همت تفعل، وقالت طائفة، ويجوز إدغام الطاء فيها إلا أنه ينفى الإطباق نحو: {أَحَطتُ بما}.
  · النظم: قيل: في اتصال الآية بما قبلها أنه لما أمر بالصبر ووعد بالنصر، عقبه بذكر نصره المسلمين يوم بدر وصبرهم على القتال، وذكر بعده امتحانهم في أُحُدٍ لما تركوا الصبر، وقيل: نَظْمُهُ إن تصبروا وتتقوا ينصركم، ولا يضركم كيدهم كما نصركم ببدر، وإن لم تصبروا ولم تتقوا نزل بكم ما نزل يوم أحد، حيث خالفوا أمر الرسول، وذكر أبو مسلم أنه يتصل بقوله {قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ} ثم بيّن قصة الفئتين في أُحُدٍ.
  · المعنى: «وَإِذْ غَدَوْتَ» أي اذكر يا محمد إذ أصبحت فخرجت في أول النهار «مِنْ أَهْلِكَ» قيل: إنه غدا من منزل عائشة فمشى على رجله إلى أُحُدٍ، عن الواقدي ومجاهد، واختلفوا أي يوم ذلك، فقيل: يوم بدر عن الحسن وأبي علي، وقيل: يوم الأحزاب، عن مجاهد ومقاتل، وقيل: يوم أحد، عن ابن عباس وقتادة والربيع والسدي