التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولله ما في السماوات وما في الأرض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله غفور رحيم 129 ياأيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون 130 واتقوا النار التي أعدت للكافرين 131 وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون 132}

صفحة 1308 - الجزء 2

  وتدل أن العذاب يُسْتَحَقُّ بالظلم، ولا معصية إلا وهي ظلم.

  وتدل على أن التوبة تؤثر في إزالة العذاب؛ لأن تقديره: أو يتوب عليهم إذا تابوا، أو يعذبهم إذا أصروا.

قوله تعالى: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ١٢٩ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ١٣٠ وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ١٣١ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ١٣٢}

  · القراءة: · القراءة الظاهرة «أضعافًا مضاعفة» بالألف، وقرأ أبو جعفر وشيبة «مضعفة» بغير ألف.

  · اللغة: الإعداد والاتخاذ والتهيئة نظائر متقاربة، وأصل الإعداد من العدد؛ لأنه مما يعد لما يعد. والربا أصله الزيادة، ومنه الربوة.

  · الإعراب: (ما) لما لا يعقل، و (مَن) لِمَن يعقل، فذكر ههنا (ما)؛ لأنه ذهب به مذهب الجنس، فدخل فيه الجميع. و (لعل) قيل: معناه اللام أي لترحموا، وليس معناه الشك، وقيل: (لعل) للتعرض أي يعمل الطاعات متعرضًا لرحمته تعالى راجيًا له.