قوله تعالى: {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين 133 الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين 134}
  ومنها: أن باتقاء الربا وجميع المعاصي ينال الفلاح، وقد ثبت أن الربا كبيرة بالآية والسنة والإجماع، وهذا في المنصوص عليه، فأما المجتهد فقد يجوز أن يكون جاريا مجرى المنصوص فيمن أدى اجتهاده إليه، ويجوز ألا يكون كبيرة، وإن ساواه في التحريم، وذلك موقوف على الدليل.
  ويدل قوله: «وَاتَّقُوا النَّارَ» أن مرتكب الربا من أهل النار، وآخر الآية يدل على أن الرحمة تنال بالطاعة، وذلك يبطل قول المرجئة.
  وتدلِ أنَّه يريد من جميعهم ما ينال به الرحمة دون المعاصي بخلاف قول الْمُجْبِرَةِ.
قوله تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ١٣٣ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ١٣٤}
  · القراءة: قرأ نافع وابن عامر: «سارعوا» بغير واو، كذلك هو في مصاحف المدينة والشام، وقرأ الباقون بالواو، وكذلك هو في مصاحف مكة والعراق ومصحف عثمان، والمعنى واحد إلا بمقدار الاستئناف أو وصل الكلام.
  · اللغة: المسارعة: المبادرة.
  والكَظْم: اجتراع الغيظ، وأصله سد رأس القربة عن ملئها، كظمت القربة أي ملأتها، ثم شددت رأسها، وفلان كظيم ومكظوم إذا كان ممتلئًا حزنا ممسكًا عليه، وكذلك إذا امتلأ غضبًا لم ينتقم به.
  والعفو والصفح من النظائر، وهو المجاوزة عن الذنب حتى لا يأخذ به.