قوله تعالى: {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين 133 الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين 134}
  · النزول: عن عطاء أن المسلمين قالوا للنبي ÷: بنو إسرائيل كانوا أكرم على اللَّه تعالى منا، كانوا إذا أذنبوا أصبحت كفارة ذنبهم على عتبة بابه، اجدع أنفك، اجدع أذنك، افعل كذا، فسكت رسول اللَّه ÷ فنزل: «وَسَارِعُوا».
  · المعنى: لما حذر اللَّه تعالى عن الأفعال الموجبة للعقاب، حثهم على الأفعال الموجبة للثواب، فقال تعالى: «وَسَارِعُوا» بادروا «إِلَى مَغْفِرَةٍ» إلى فعل يوجب لكم المغفرة والجنة، واختلفوا في ذلك فقيل: إلى الإسلام، عن ابن عباس، وقيل: إلى أداء الفرائض، إلى فعل يوجب لكم المغفرة والجنة، عن علي #، وقيل: إلى الإخلاص، عن عثمان، وقيل: إلى الهجرة، عن أبي العالية، وقيل: إلى التكبيرة الأولى، عن أنس بن مالك، وقيل: إلى أداء الطاعات، عن سعيد بن جبير، وقيل: إلى الجهاد عن الضحاك، وقيل: إلى الصلوات الخمس، عن يمان، وقيل: إلى التوبة الموجبة للمغفرة، عن عكرمة والأصم والقاضي، وقيل: إلى الأعمال الصالحة عن مقاتل، وقيل: ائتمار أمر اللَّه تعالى والانتهاء عما نهى اللَّه عنه، عن أبي بكر الوراق، وقيل: إلى المسارعة في الطاعة والتوبة، عن أبي علي، وقيل: في جميع ما سبق عن أبي مسلم «وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا» وإنما ذكر العرض بالعِظَم دون الطول؛ لأنه يدل على أن الطول أعظم، وليس كذلك لو ذكر الطول بدلاً من العرض، وعن الزهري قال: إنما وصف العرض، فأما الطول فلا يعلمه إلا اللَّه، وقيل: لم يرد العرض الذي هو خلاف الطول، وإنما أراد سعتها وعظمها. والعرب إذا وصفت الشيء بالسعة وصفته بالعرض.
  أنشد أبو مسلم:
  بِلادٌ عريضةٌ وأرضٌ أَرِيضَةٌ ... مَدَاقِعُ غَيْثٍ في فَضَاءٍ عَرِيضِ