قوله تعالى: {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون 135 أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين 136}
قوله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ١٣٥ أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ١٣٦}
  · اللغة: أصل الفحش القبح والخروج عن الحد، ومنه قيل للطويل المفرط: إنه لفاحش الطول.
  والإصرار قيل: أصله الشد من الصرة، والصِّرّ: شدة البرد، والإصرار: ارتباط الذنب بالإقامة عليه، وقيل: أصل الإصرار الثبات على الشيء.
  والمغفرة: ستر الخطيئة حتى يصير كأنه لم يكن، وأصل الباب الستر، ومنه المغفرة، ويقال: اغفر متاعك في الوعاء، ومنه الغفران.
  · الإعراب: موضع «وَالَّذِينَ» قيل: جر عطف على «المتقين»، وقيل: رفع على الاستئناف، كأنه عطف جملة على جملة، فعلى الأول هم فرقة واحدة، وعلى الثاني فرقتان، ويجوز أن يكون راجعًا إلى الأولين، ويكون محله رفعًا على المدح.
  ورفع اسم اللَّه في قوله: «إِلَّا اللَّه» وليس قبله جُحْدٌ، قيل: على المعنى لا على اللفظ تقديره: وهل يغفر الذنوب أحد إلا اللَّه، وقيل: لا يغفر الذنوب إلا اللَّه، وقيل: حرف استفهام، وفيه نفي، فوضع موضع النفي، تقديره: وليس يغفر أحد الذنب إلا اللَّه.
  · النزول: روي أن أقوامًا من المؤمنين قالوا: يا رسول اللَّه، بنو إسرائيل أكرم على اللَّه منا، كان أحدهم إذا أذنب أصبحت كفارة ذنبه مكتوبة على عتبة بابه: اجدع أنفك، اقطع أذنك، افعل كذا، فسكت رسول اللَّه، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية، فقال ÷: «ألا