التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون 135 أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين 136}

صفحة 1316 - الجزء 2

  أخبركم بخير من ذلك، وقرأ هذه الآية»، وفيه تسهيل عما كان شدد على بني إسرائيل، فجعل لأمتنا الاستغفار بدلاً منه، عن ابن مسعود وعطاء بن أبي رباح.

  وقيل: نزلت في نبهان التمار، أتته امرأة تبتاع منه تمرًا فقال لها: إن هذا التمر ليس بجيد، وفي البيت أجود منه، وذهب بها إلى بيته، فضمها إلى نفسه وقبلها، فقالت له: اتق اللَّه، فتركها وندم، وأتى النبي ÷، وذكر له ذلك، فنزلت الآية، عن عطاء.

  وقيل: آخى رسول اللَّه ÷ بين أنصاري - وثقفي، فخرج الثقفي غازًيا واستخلف الأنصاري على أهله، فاشْترى ذات يوم لهم لحمًا، فأخذت امرأته منه ودخلت بيتا فتبعها وقبلها، ثم ندم وانصرف، فقالت: واللَّه ما حفظت غيبة أخيك، ولا نلت حاجتك، فخرج ووضع التراب على رأسه، وهام على وجهه، ورجع الثقفي، وسألها عن حاله، فوصفت له الحال والأنصاري يسيح في الجبال تائبًا، فطلبه الثقفي، وأتى به النبي ÷، فنزلت الآية، عن مقاتل والكلبي.

  · النظم: قيل: إن الآية اتصلت بما قبلها؛ لأنها من صفة المتقين، وقيل: بل هما فرقتان بيَّن أن الجنة للمتقين، ومن تاب إزالة للتهمة.

  · المعنى: «وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ» قيل: الفاجر بالزنا، وظلم النفس سائر المعاصي، عن السدي، وقيل: الفاحشة الكبائر، وظلم النفس الصغائر، عن الأصم، وهو اختيار القاضي، وقال علي بن عيسي: الفاحشة لا تكاد تقع إلا على