قوله تعالى: {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين 139 إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين 140}
  والمرأة العليا والعليتان والعُلَى والعليات. وعلا في المكارم يعلي علاء، وعلا في المكان يعلو علوًّا.
  والدولة الكَرَّة لفرقة نيل المحبة، وأدال اللَّه فلانًا من فلان إذا جعل الكرة له عليه، وتداول القوم الشيء إذا صار من بعضهم إلى بعض، والدولة بفتح الدال وضمها لغتان، وقيل: بل بالضم في المال، وبالفتح في الحرب.
  · الإعراب: قوله: «وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ» موضعه من الإعراب يحتمل النصب، فإنه في موضع الحال كأنه قيل: عالين أي منصورين على عدوكم، ويحتمل ألا يكون لها موضع؛ لأنه اعتراض بوعد مؤكد، كأنه قيل: فلا تهنوا ولا تحزنوا إن كنتم مؤمنين، وأنتم مع ذلك الأعلون، وقوله: «وَلِيَعْلَمَ» عامل الإعراب فيه محذوف، ويدل عليه أول الكلام، تقديره: وليعلم اللَّه الَّذِينَ آمنوا يداولها، وقيل: يعمل فيه نداولها المذكور بتقدير: داولها بين الناس وبضروب من التدبير، «وليعلم اللَّه الَّذِينَ آمنوا».
  ويقال: أين خبر «وَلِيَعْلَمَ»؟
  قلنا: فيه قولان: قيل: محذوف بتقدير: ليعلم اللَّه الَّذِينَ آمنوا متميزين بالإيمان من غيرهم، وعلى هذا لا يكون «يعلم» بمعنى «يعرف»؛ لأنه ليس على علم الذوات، إنما المعنى على علم التمييز بالإيمان.
  الثاني: ليعلم اللَّه الَّذِينَ آمنوا بما يظهر من صبرهم على جهاد عدوهم، والمراد يعاملهم معاملة من يريد أن يعرفهم بهذه الحالة. «الأَعْلَوْنَ» أصله أَعْلَيُون أسقطوا الياء لأنها أخت الكسرة، والواو أخت الضمة، فكرهوا الجمع بين الكسرة والضمة، فحذفوا الكسرة وهو الياء.
  · النزول: قيل: نزلت الآية تسلية للمؤمنين لما نالهم يوم أحد من القتل والجراح، عن الزهري وقتادة وابن أبي نجيح.