قوله تعالى: {سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين 151}
  الحجة، أي وإن اعتُدَّ به فهو خير ناصر، وقيل: اعتصموا به ولا تستنصروا غيره، وقيل: بل اللَّه يعصمكم من كيدهم فنصره خير لكم.
  · الأحكام: تدل الآية على أنه يريد نصر المؤمنين، وتدل على أن النصر يكون من غير اللَّه وإن كان لنصرته مزية على نصرة غيره، من حيث يصير وجوده وعدمه سواء مع نضرته تعالى، وكل ذلك حث على الانقطاع إليه تعالى في جميع أحواله والتوكل عليه، فإن نصر غيره لا ينفع مع نصرته.
  وتدل على أن فعل الطاعة من جهتهم ليصح قوله: «إِنْ تُطيعُوا» وتنقلبوا، ولو كان خلقًا له تعالى لما كان للكلام وجه، وكان ينبغي أنْ يقال: إن خلقت فيكم طاعتهم رددتكم عن الإيمان، تعالى اللَّه عن قولهم، فمن هذا الوجه يبطل قول الْمُجْبِرَة في المخلوق مع الاستطاعة والإرادة.
قوله تعالى: {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ ١٥١}
  · القراءة: قرأ العامة «سَنُلْقِي» بالنون على التعظيم، وقرأ أيوب السختياني بالياء ترجع الكناية على اسم اللَّه في قوله: «بل اللَّه مولاكم».
  وقرأ أبو جعفر وابن عامر والكسائي ويعقوب «الرعُب» بتثقيل العين، والآخرون بتخفيفها كلَّ القرآن، وهما لغتان رعْب ورعُب.
  · اللغة: السلطان أصله القوة، يسمى الملك سلطانًا لقوته، والسلطان: البرهان لقوته على